مقياس الانسان

القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

مقياس الانسان وأهميته وقيمته ماذا تساوي


Humans value
ماهي قيمتك وما هو تقيمك

ماهي قيمة الانسان وماهو المقياس! 


ذهب بعض العلماء الى القول ان الانسان في اصله حيوان، لا ادري من اين او ما الذي جعلهم يقومون باستنتاج هذه النظرية، 

ولكن مما لا شك فيه ان الانسان يمتاز على سائر المخلوقات بجماله الذي يكمن في عقله فهل عقل الانسان هو ما يساوي قيمته ! 


قيمة الانسان هي تعبير لوصف ما تعنيه انت كفرد في منظور الاخرين، كيف يتم تقيمك؟ ماهي القيمة التي تساويها؟ 

البعض يظن ان قيمة الانسان في عقله واخر يقول في ماله وثالث يقول في جاهه وحسبه ونسبه وذاك ياتي مخالفا  قائلا ان قيمة الانسان في علمه، او ادبه، او خلقه، او دينه، كثيرة هي الاراء والمقاييس لقيمتك تختلف باختلاف من يقيمك وبالتوافق بين ما تحمل انت من صفات وما يرها هو صفات مناسبة لقياسه.


وهكذا هل تسألت يوما ماهي مقياس الغني والفقير، لماذا لا تجد رجلا لا يجد قوت يومه صديقا لرجل ثري، قد يكون كلاهم صاحب قيمة اخلاقية ! ببساطة لان كلا منهم لديه مقياس للصديق المناسب بمبادئ ونظريات واسلوب تفكير تتناسب وطريقة حياته، وهي لا تتوفر بينهم، الفقير يريد صديقا يشكوى اليه أحواله الصعبة يتقسم معه كسرت الخبز وكل هذه الامور وما تحتوي عليها،  والثري يريد صديقا يشاركه مشاريعه يحدثه عن افكاره وامور حياته التي يفهمها الاخر لانه بطبيعة الحال له نفس المقايس، قد يقترض منه مبلغا كبير يتشاركان في عدة نواحي و مجالات وصفات، لهم نفس الرؤى والتطلعات والافكار وهكذا.


والان انظر الى حال الانسان في زمننا هذا والحروب بين الدول والمقاطعات وهلاك الانسان ما سببها؟ 

انظر الى طغاة العالم وجبابرتها ما سبب تجبرهم؟

تامل حال الظالم والمظلوم من حولك! هل تاملت ؟ 

والان ما ادرك ايهم هو الظالم والمظلوم بينهم!


لقد استخدمت قياسك الشخصي للقياس بينهم وبالطبع انت ترى ان المظلوم هو من تناصره انت وتؤيد في موقفه! لماذا؟ 

لانه ببساطة وافق مفهومك وتعريفك عن الظلم الذي تجده يتمثل  بالمظلوم ويحمل الصفات التي يوكدها عقلك بانه مظلوم وانت بالطبع لا تخطى ومقياسك مصيب! 


مقياس الانسان وقيمته ماذا تساوي !


نعم هكذا هو حال الانسان وطبيعته بالضبط ليس له قيمة الا القيمة التي يحصل عليها من منظور الاخرين حسب مقياسهم وقياسهم له، لذلك لا يعتبر الانسان صاحب قيمة الا بمقياس الاخرين وقياسهم له وتقيمهم ماذا يساوي،

ويكون هو كذلك صاحب القياس والمقياس لنفسه ولغيره مثلهم! 

فكر بالذهب الى الشخص الذي رايت انه الظالم وستفاجاء عندما يخبرك ويصر انه هو المظلوم لا الظالم!

 

نعم هو لا يكذب انه يخبرك الحقيقة ولكنها الحقيقة من وجهة نظره هو التي يرى انها حق اليقين، والتي ترى انت انها باطل.


 والان اذهب الى قاعة المحاكم واستمع ، كلا الطرفان يصران ان كلاهم هو  المظلوم لا الظالم، وحتى القاتل والمعتدي يبداء باعطاء مبرر لفعلته في محاولة ان يجعل الامر يبدوا وكانه كان مجبرا وانك لو كنت مكانه لفعلت نفس الامر . 


وهكذا اسال الاقارب والأحباب والاخوة التي دامت القطيعة بينهم لسنوات سيخبرك كلاهم عن ظلم الاخر له كيف سلبه حقه وتسبب بضره وانكر المعروف وحسده وقلل قدره  والكثير من الامور التي سوف تدهشك.


 هل تظن مثلا ان رئيس شمال كوريا يرى أنه يظلم شعبه! 

لا بالتاكيد هذه فكرتك انت اما هو فانه يؤمن انه الملاك الحارس لشعبه وان كل افعاله واحكامه هي لصالحهم وكذلك هم جميع القادة  فهم المقياس للحق بكل شي وما يفعلونه هو لصالح شعوبهم، وحروبهم مع الدول الأخرى لمصلحة شعوبها وهم أصحاب الحق، وهم وحدهم ذو عقل يعرف مصلحة رعاياهم!!! 


وكذالك المقياس قي الاديان والمذاهب والمعتقدات فانت تقيس دينك ومذهبك لتقيس وتقيم عليه ان كان الشخص محقا او مخطئا نحن المسلمين نؤمن ان اليهود والنصارى على باطل والعجيب انهم يؤمنون تجاهنا باكثر ولن أتطرق الى المذاهب في جميع الاديان وكيف يتم التراشق بين كل فئة واخرى كلاهم ترى انها على الصواب لانها تنظر الى الامر وتحكم عليها من مقياسها.


وتأمل في حال الاحبة فالمحبوب يرى ان محبوبه عين الكمال والجمال لله دره ما وجد على الارض من هو اجمل وافضل منه في مقياسه ثم يأتي الخلاف والنزعات والهجر والفراق فماذا يقول! 


لقد اصبح اشر خلق الله واقبحها، لقد تغيرت مقايسه بتغير موضع الحبيب ومكانته منه الان ان الحبيب يظل نفس الشخص ولكن مقياسه لدى المحب قد تغير بتغير طريقة تفكيره الجديدة وايمانه بها.

تامل في حال اول ابني ادم واول روح تم زهقها، هل تظن ان قابيل قام بهذا الامر من فراغ؟ 


كلا لقد شعر بالغيظ والحنق والغضب لقد اعتقد بمقياسه انه مظلوم ومغبون، فهذه قربانه لا يتم قبولها، وهذا اخاه يتزوج بالاجمل ووالخ، حتى كانت هذه ثغرة دخول الشيطان إليه انه مظلوم ومغبون حاله حال ابناء ادم جمعا الا قلة من ما رحم الله وعافهم.


انظر الى وصف المولى جل في علاه للانسان في كتابه الكريم

{واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن} 

وهكذا يذهب الانسان حتى في تعامله مع اقدار الله وعلاقته بربه فيشعر انه ظلم، وهذا حال ابن ادم ينظر بمنظوره ويفكر بما اعتاد عليه، يريد الجميع ان يكونوا مثله يناصرونه ويازرونه على كل ما يفعل والا فانت العدو.


 انت افشل خلق الله ان توجدت في مكان لا تتحلى بصفات ومقايس اصحاب المكان، والغريب انك ايضا تراهم مجموعة حمقى لا يفقهون شىء بمقياسك.


وهكذا في جميع مجالات الحياة، مقايس الجمال، الذكاء، والعادات والتقاليد، الصح الخطاء، الادب، التعليم، وقس هذا على كل ما حولك من كبار القوم والزعماء واصحاب المال والمفكرون والفلاسفة الى اخر ذالك، وكما قلت هناك قلة استطاعوا الخروج عن هذه القاعدة، هم أصحاب نظرية ربما انا على خطاء، او التمس العذر للاخرين، او مهتمون بشئونهم تاركين القياس على غيرهم لغيرهم.


وقسى علاقتك بالأصدقاء والأحبة فان هم تحلوا بصفاتك وكانت لهم عاداتك وبؤمنون برايك لانه يطابق أفكارهم تماما دامت بينكم المودة واستقرت الثقة بينكم وكانوا عندك من المقربين،  واما سواهم من الذين لهم عادات مختلفة وتفكير مخالف واسلوب وحياة تخالفك كانوا منك بعيدا تتجنبهم وتحرص على بعدهم،

يقول الكاتب و عالم الاجتماع العراقي - على الوردي :- 

انت الان تلوم وتلعن وتسب وتتعجب من كفار قريش كيف لهم ان لا يؤمنوا بهذا الدين ؟؟ 

تأجير الأرحام في الدول العربية 


حسنا بدلا من  ذلك احمد الله وكن ممتنا ان الله لم يخلقك في تلك الحقبة من الزمن وطريقة تفكيرهم ولو وجدت وقتها ربما لكنت اشر منهم واكفر منهم واعناد منهم، لذلك من اكبر النعم عليك انك ولدت لابوين مسلمين فعافك من معاناة عظيمة، لهذا  تجد ان الله ميز مؤمنين تلك الفترة باجرا عظيم لمعرفته بعقل الانسان ومعانته في تغير مقياس تفكيره ومعانته في كيفية قياس الاخرين له وتعاملهم معه .


تامل قول المولى جل في علاه واصفا الاولين 

{ ثلة من الأولين وقليلا من الاخرين}


يقول علماء الاجتماع والمفكرين والفلاسفة عن هذا الامر، ان الانسان كل ما زاد حماقة ونقص ميزان عقله زاد تمسكه بهذا المقياس وبداء باصدار أحكامه بمناسبة و دونها عن فشل هذا وعدم جدوى تلك مبنيا نظريته على قياسه هو والذي لا يخطاء، ان جميع من خالفه ظالم ومن لم يجيد فعل ما يجيده فاشل او او الخ ...


ويعتبر نفسه هو مثال لمقياس الكمال والتمام والحق والمثالية.

وكذالك كل ما زاد ميزان عقل الانسان زاد بعداً عن إصدار الاحكام وقياس الاخرين بناء على مقياسه ان لم يستدعي الامر ذالك وانشغل بقياس نفسه وتعديلها واصلاحها. 


تجد الناس يميلون لمن يشبههم بصفاتهم، افكارهم، عادتهم وكل ما يتعلق بهم.


الخلاصة لا تقيم البشر وكانهم تطبيقات في معرض التطبيقات ولا تقس  انسانا بمقياسك، فما ادرك ماهي نسبة قياسك لديه او لدى غيره فقد تكون نسبتك !!! 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

المحتوى لهذا الموضوع